يقول الرسول الكريم : (فإنه ليس شيء يجزئ من الطعام والشراب غير اللبن) [رواه أبو داوود]. إن اللبن أو كما يُسمّى الحليب من الأغذية المهمة للإنسان، وقد سخر الله للمولود لبناً نقياً من صدر أمه ليكون من أفضل أنواع الأغذية على الإطلاق.
يحتوي اللبن على عدد من الفيتامينات أهمها الفيتامين آ، وفيتامين ب، فيتامين C، وفيـتامـين ب12 وفيـتامـين E. يفـيد اللبن في تقويـة الهيكل العظمـي لـدى الإنسان. ويعتبر اللبن أو الحليب من الأغذية المتكاملة والمثالية للإنسان.
كما يفيد تناول اللبن يومياً في الوقاية من سرطان القولون وسرطان المعدة. كما ثبت فائدة اللبن في الوقاية من قرحة المعدة، وقد أكد الرسول الكريم على أهمية لبن البقر في حديثه: (فعليكم بألبان البقر فإنها ترم من كل الشجر) [رواه احمد]، وقد ثبت صدق كلام النبي الكريم . حيث يؤكد العلماء بأن لبن البقر من أكثر أنواع اللبن اعتدالاً وفائدة وخصوصاً للأطفال.
أما ما يخص حليب الأم فقد جاء البيان الإلهي ليؤكد على أهمية الرضاعة الطبيعية، يقول الله تعالى (والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة) [البقرة: 233]. وقد أكد الرسول الكريم على هذا الأمر لدرجة أنه قال: (يحرم من الرضاع ما يحرم من النَّسَب). ويأتي العلم الحديث في آلاف الأبحاث والمقالات العلمية ليؤكد على أهمية حليب الأم بالنسبة للأطفال والآثار الخطيرة التي تنتج من استبداله بالحليب الاصطناعي.
يحتوي حليب الأم على مضاد حيوي طبيعي يقي الطفل من كثير من الأمراض ويقوي الجهاز المناعي لديه ضد كافة أشكال المرض. كما يحتوي حليب الأم على مواد مضادة للبكتريا والسموم والجراثيم تساعد الطفل على مقاومة حالات التسمم.
يتميز حليب الأم بأنه معقم وجاهز للاستعمال وليس بحاجة للتعقيم أو التحضير وحتى درجة حرارته مناسبة للطفل (ليس بحاجة للتسخين). كما أن حليب الأم لا يسبب حساسية للرضيع ويحميه من كثير من الأمراض الخطيرة مثل البول السكري وتصلب الشرايين وبعض أنواع السرطان، والكساح والسمنة وأمراض الكلى وأمراض عديدة.
هنالك أمر مهم يتميز به حليب الأم لا توجد هذه الميزة في أي نوع آخر من أنواع الحليب وهو أنه يتطور مع نموّ الطفل ويتناسب مع نمو جسمه.بعكس الحليب الصناعي الثابت التركيب والذي نحتاج معه لتغيير نوعه كل عدة أشهر مع تطور عمر الطفل.
بالنسبة للطفل المولود حديثاً يعتبر حليب الأم من أسهل الأغذية هضماً لاحتوائه على خمائر هاضمة. كما أن الإرضاع الطبيعي يعود بالفائدة على الأم ووقايتها من سرطان الثدي. كما أن الرضعات الأولى بالنسبة للطفل الحديث الولادة تحتوي على تركيز عالٍ من البروتينات المضادة لنمو البكتريا وإعطائه كميات كبيرة من الأجسام المضادة للأمراض وهو في هذه الحال بأمس الحاجة إليها.
إن الإرضاع الطبيعي للطفل ينعكس إيجابياً على استقرار حالته النفسية ويقيه من كثير من الاضطرابات النفسية والسبب في ذلك هو أن حليب الأم هو الغذاء المثالي لأجهزة جسم الطفل وحسن أدائها واستقرارها. كما أن حليب الأم يساعد الطفل على تنميه ذكائه ويؤثر على سلوك الطفل إيجابياً وحسن بناء جسده وعقله.
فتبارك القائل متفضلاً على عباده: (وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِلشَّارِبِينَ) [النحل: 66].